الانتقال للخلف   الجبيل كافيه > المنتديات العامه > الكافيه العام

الكافيه العام مناقشة المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص في هذا المنتدى ...

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-2012, 06:59 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
 Special  
Senior Member

البيانات
التسجيل: Tue Apr 2012
العضوية: 4
المشاركات: 2,178 [+]
بمعدل : 0.46 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 16
نقاط التقييم: 50
Special will become famous soon enough
 

الحالة و الإتصال
الحالة:
Special غير متواجد حالياً
الإتصال:

المنتدى : الكافيه العام
افتراضي عبدالله الناصر "كونوا بسطاء "


كلما كانت الحياة بسيطة فإنها تصبح أقرب إلى طبيعة الإنسان وفطرته، وكلما كانت صعبة ومعقدة، فإنها تصبح مضطربة، ومختلة... والبساطة هي قرينة السماحة، والتلقائية، والفطرة، واليسر..
ومن ثم فإن الحياة تصير سهلة ومريحة، وقابلة للعيش في هناء وهدوء.. والبساطة مطلب نحتاجه في معظم شئون الحياة تقريباً، فالرئيس يجب أن يكون سهلاً بسيطاً رفيقاً في التعامل مع موظفيه،
تلك البساطة التي تستميلهم إليه، فتجعلهم يحبونه، ويحبون العمل معه بل يتفانون في العمل معه، بعيداً عن تزمت المسؤولية، وغطرستها وإظهار الفوقية والعلو على العاملين معه.. ومساكين
أولئك الذين يشمخون بأنوفهم نحو السماء، لا يقصدون في مشيهم، ولا يغضون من أصواتهم ويعتقدون أنهم سيخرقون الأرض ويبلغون الجبال طولا.. فأكاد اقسم أن أولئك يعانون من خلل في
ذواتهم، ومن ريبة في أنفسهم، فيحاولون تغطية هذا الخلل بهذا السلوك الفج السمج المشين..
* * *
والأب في بيته إذا كان بسيطاً سهل الجانب طيب المعشر يخالط أبناءه وأفراد عائلته فيوانسهم، ويحاورهم، ويضاحكهم، ويبث السرور في نفوسهم، فإن البيت سوف يتحول إلى عش محبة وألفة،
ومنجم سعادة ورحمة..
أما الأب الصلف، المتزمت الشكس، المقطب دائماً فإنه مهما بذل لن يجعل من بيته مكان ألفة ومحبة.. بل سيتحول البيت إلى معتقل، أو معسكر فيه من الصرامة والشدة أكثر مما فيه من السكينة
والاحساس بالأمن.. ولاشك أن من ينشأ في بيئة تكتنفها القسوة فلابد أن يكون قاسياً أو معقداً، أو معانياً من اضطراب أو خلل ما.. وهكذا فمتى كانت الألفة والرحمة والبساطة مبدأ أو نهجاً أسرياً
أو عملياً فإن ذلك مصدر خير وأمان..
* * *
يروى عن سيدنا عمر رضي الله عنه، أن أحد الولاة دخل عليه، فوجده مستلقياً على ظهره، ويداعب طفلاً على صدره، فاستغرب الوالي وقال: أتفعل هكذا مع الأطفال يا أمير المؤمنين..؟..!!
قال عمر نعم... وأنت..؟!.. قال: كلا فأنا إذا دخلت البيت فإن السائر يقف.. والواقف يجلس، والمتحدث يصمت تقديراً وإجلالاً لي ومهابة مني..
فقال عمر: اللهم فأشهد بأننا عزلناه، فإذا كان هذا فعله في أهله فكيف يكون فعله في رعيته..؟!!
الله، الله.. هذا درس عظيم من دروس فن الإدارة.. الادارة الإنسانية الراقية الرفيعة - التي تزري بكل فنون الإدارة التي تقوم على تسخير الإنسان وتحويله إلى آلة صماء.. تعمل للكسب المادي
بلا روح ولا قلب..
فيا أيها السادة كونوا بسطاء سمحين في عملكم، وفي بيوتكم، بل ومع أصدقائكم فليس الصلف، والكبرياء، والغطرسة من علامات الفوز، ولا من سمات النجاح ولا من دلائل علو الهمة،
وارتفاع المكانة..
ومن الغباء بل من الحمق أن يظن البعض بأن الصلف والغطرسة، قوة تفرض الاحترام والتقدير، والهيبة وعلو المكانة، وأن التواضع والتبسط من دلائل الهشاشة وضعف الشخصية..
أبداً فأعظم الناس هم أبسطهم.. الفرسان كانوا بسطاء والشعراء العظام كانوا بسطاء وعباقرة العلماء كانوا كذلك، وهذا ما أورثهم الإكبار.. وقد كان الأنبياء عليهم السلام أكثر الناس رحمة
وتواضعاً ومحبة للضعفاء والفقراء، كما كانوا أشداء على الجبارين والعتاة، والقاسية قلوبهم...

عبدالله الناصر



uf]hggi hgkhwv ";,k,h fs'hx " uf]hggi












  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
الناصر, عبدالله, كونوا بسطاء


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:43 PM.


تصميم و تطوير الجبيل كافية Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.